سلسلة «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون».. أثقال الأرض

الدكتور أحمد فؤاد باشا عضو مجمع اللغة العربية
الدكتور أحمد فؤاد باشا عضو مجمع اللغة العربية

تواصل بوابة أخبار اليوم نشر سلسلة "كلمات ربي وآياته في القرآن والكون" للدكتور أحمد فؤاد باشا، عضو مجمع اللغة العربية، وحلقة اليوم عن كلمة، أثقال الأرض حيث يقول: قال تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا(1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (سورة الزلزلة: 1-2).

جاء في التفسير ما يفيد أن أثقال الأرض هو ما في باطنها من الأموات الأولين والآخرين. ويمكن أن يتسع مدلول كلمة "أثقالها" ليشمل خروج المواد الثقيلة عالية الكثافة من باطن الأرض أو جوفها.

وقد أثبتت البحوث العلمية بأن لبّ الأرض مكون أساسًا من الحديد والنيكل، وحرارته مرتفعة بدليل ما يخرج من البراكين من حمم منصهرة تتراوح حرارتها بين 120ﹾم و 2200ﹾم، حيث تسهم الحرارة الناتجة عن الانحلال الإشعاعي في باطن الأرض في ميزان طاقتها. ذلك أن جزءًا من العناصر المشعة الموجودة بكميات صغيرة في كل الصخور، على الأخص عناصر اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم، يتحول أثناء عملية الانحلال الإشعاعي إلى طاقة حرارية يمكنها، على امتداد أزمنة چيولوچية تبلغ بلايين السنين، أن ترفع درجة الحرارة كثيرًا في باطن الأرض.

وهذا بدوره يؤدي إلى نشوء تدفق حراري باتجاه سطح الأرض. فإذا ما كان معدل الحرارة المفقودة خلال السطح أقل من معدل الحرارة المتولدة، نظرًا لرداءة توصيل صخور القشرة الأرضية، فإن درجات الحرارة في باطن الأرض تواصل ارتفاعها باستمرار محدثة الانصهار وما يترتب عليه من حدوث تيارات الحمل الحراري.

ويتفق هذا التصور مع ما تدلنا عليه النشاطات البركانية من وجود درجات حرارة عالية على أعماق ضحلة نسبيًا. كما أوضحت دراسات الموجات الزلزالية أن بعض الطبقات الداخلية توجد في حالة سائلة منصهرة. وأظهرت أبحاث المغناطيسية الأرضية أن المجال المغناطيسي للأرض ينشأ داخل اللب السائل على أكثر الاحتمالات نتيجة الحركة الدورانية للمواقع الموصلة المترتبة على نشاط تيارات الحمل الحراري.

وقد أسهمت هذه التفسيرات كثيرًا في تعزيز نظرية الألواح "التكنونية" التي تصف تغيرات السطح الخارجي للأرض نتيجة العمليات الديناميكية التي تحدث تحته.